الاقتصاد الرقمي: إعادة هندسة الاقتصاد العراقي من الارتهان النفطي إلى الريادة المعرفية 2035
مقترحات تطوير الدولة
حسن السلمان - استشاري تطوير الأعمال
12/24/20251 دقيقة قراءة
الاقتصاد الرقمي: إعادة هندسة الاقتصاد العراقي من الارتهان النفطي إلى الريادة المعرفية 2035
في مطلع الربع الثاني من القرن الحادي والعشرين، لم يعد الاقتصاد الرقمي مجرد قطاع تكميلي، بل أصبح هو الاقتصاد الكلي في حلته الحديثة. نحن في مكتب تطوير المشاريع نطرح رؤية سيادية تهدف لفك الارتباط العضوي بين رفاهية المجتمع العراقي وتقلبات أسواق الطاقة، محولين البيانات إلى أصل استراتيجي يضمن الاستدامة المالية والعدالة الاجتماعية الشاملة.
السياق الإشكالي (The Gap)
يواجه العراق اليوم فخ الانكشاف الريعي، حيث سجل الناتج المحلي الإجمالي انكماشاً بنسبة 3.8% في عام 2025 نتيجة تقلبات أسواق النفط. تكمن المعضلة في ارتفاع نقطة تعادل الموازنة إلى حوالي 84$ دولاراً للبرميل، مما يجعل الاستدامة المالية في خطر دائم. هذا الخلل الهيكلي يترافق مع ضعف في الشمول المالي (لا يتجاوز 19%) وهيمنة لاقتصاد الكاش الثقب الأسود للبيانات، مما يعيق التخطيط الاستراتيجي ويحرم الدولة من بصمة رقمية دقيقة لمكافحة الفساد وتوسيع القاعدة الضريبية.
نطرح في مكتبنا منظومة حلول مبتكرة تعمل كشبكة عصبية لإعادة بناء الهيكل الاقتصادي، موزعة على مسارات تقنية ومالية وتشريعية:
البنية التحتية والسيادة السيبرانية
نبدأ بمقترح توطين البيانات عبر إنشاء منطقة سحابية سيادية (Sovereign Cloud) بالشراكة مع كبار اللاعبين الدوليين، مع إكمال شبكة الألياف الضوئية (FTTH) لتغطي 80% من الحضر. هذا المسار يؤمن الدرع الرقمي للدولة عبر هيئة مستقلة للأمن السيبراني وبرامج للقرصنة الأخلاقية لتحصين المؤسسات الحيوية.
الثورة المالية (Fintech) والشمول المالي
نبتكر مقترح برنامج الثورة المالية العراقية 2035© الذي يتضمن إطلاق صندوق بمليار دولار لتمويل 500 شركة ناشئة، وتفعيل البيئة التنظيمية التجريبية (Regulatory Sandbox). الهدف هو الوصول لشمول مالي بنسبة 100% عبر محفظة العراق الوطنية الموحدة وواجهات البرمجيات المفتوحة (Open Banking APIs).
بطاقة الحياة المالية ورادار الشفافية©
نصمم حلاً جذرياً يبدأ من الولادة ببطاقة ادخار إجباري للأطفال تنتهي بمنحة استقلال مالي، وتتحول عند الكبر إلى صندوق شيخوخة متكامل. يتزامن ذلك مع إطلاق رادار الشفافية المالية القائم على البلوكشين والذكاء الاصطناعي (AI Forensics) لرصد الانحرافات المالية في المشاريع الحكومية فورياً وتجميد الأصول المشتبه بها آلياً.
القرية المنتجة رقمياً والطاقة الذكية
نمد جسور التنمية إلى الأرياف عبر منصات تجارة إلكترونية ترفع دخل الأسرة القروية بنسبة 80%، مع دمج إنترنت الأشياء (IoT) في قطاع الطاقة لتقليل الضائعات الفنية والتجاوزات التي تستنزف المليارات سنوياً.
المبادرة الوطنية للمهارات
لضمان استدامة هذا التحول، نستهدف تدريب 100 ألف شاب سنوياً على تقنيات المستقبل، محولين الهبة الديموغرافية إلى قوة عاملة تقنية قادرة على تصدير الخدمات الرقمية عالمياً.
إن تبني هذه البرامج سيفضي بحلول عام 2035 إلى ولادة اقتصاد منيع لا يتأثر بصدمات النفط، حيث يساهم التصدير الرقمي بنسبة 15% من الناتج المحلي. نرى مستقبلاً يتسم بالشفافية المطلقة (صفر فساد إداري)، وشمول مالي كامل، ومواطن يمتلك أماناً مالياً من المهد إلى اللحد، مما يضع العراق ضمن أفضل 30 دولة في مؤشرات الحكومة الإلكترونية والسيادة الرقمية عالمياً.
إن بناء الاقتصاد الرقمي هو معركة الوعي والسيادة التي نخوضها اليوم. ندعو الخبراء في التكنولوجيا المالية، ومطوري البلوكشين، والمستثمرين الاستراتيجيين، والأكاديميين، للانضمام إلى منتدى خبراء المشاريع. إننا المنصة التي تضمن تحويل بحوثكم وأفكاركم إلى سياسات نقدية ومشاريع تقنية واقعية. راسلوا المكتب الآن لنعبر معاً نحو فجر العراق الرقمي 2035.


