في لحظة تاريخية فارقة يشهد فيها العراق تحولات ديموغرافية واقتصادية متسارعة، يبرز ملف النسيج المجتمعي ليس كترف فكري أو شعار سياسي، بل كضرورة وجودية وضمانة وحيدة لاستدامة الدولة ورفاهية مواطنيها. إن الانتقال من حالة التعايش السلبي القائم على غياب العنف، إلى المواطنة التفاعلية القائمة على الشراكة المنتجة، يتطلب رؤية شجاعة تفكك تركات الماضي وتعيد حياكة العلاقات بين المكونات العراقية الثرية بخيوط من الثقة والمصلحة المشتركة، مستلهمة من عمق الحضارة الرافدينية لتؤسس لمستقبل يرى في التنوع رأسمالاً وطنياً لا عبئاً أمنياً.
Social Fabric
النسيج المجتمعي
هندسة السلام في العراق
تتطلب هيكلة الهوية الوطنية الجامعة
كلمتك لا يجب أن تبقى على الورق
راسلنا لتتحول إلى مشروع واقعي
يقود مكتب تطوير المشاريع هذا المسار بوصفه مكتبًا عراقيًا خاصًا للتطوير الإداري والاستشاري، لا جهة تنفيذ حكومية. دور المكتب هنا هو بناء وتطوير الإطار الاحترافي الذي تحتاجه الدولة والسوق، من صياغة سياسات تعايش مجتمعية مقترحة، تصميم مشاريع جاهزة للتبني والتمويل، وربط الجهات القادرة على التنفيذ من وزارات ومحافظات وقطاع خاص وجامعات وممولين ورواد أعمال. ويعمل المكتب عبر ذراعه المعرفي منتدى خبراء المشاريع في العراق لتحويل البحوث إلى مقترحات قابلة للتطبيق بدلاً من بقائها وثائق نظرية.
مكتب تطوير المشاريع
ماذا نعني بالنسيج المجتمعي؟
يشير مصطلح النسيج المجتمعي في السياق العراقي المعاصر إلى تلك الشبكة المعقدة والديناميكية من العلاقات العابرة للانتماءات الأولية (الدينية، والعرقية، والمذهبية) التي تشكل بمجموعها رأس المال الاجتماعي للدولة. إنه يتجاوز المفهوم التقليدي للتسامح ليشمل المشاركة الفاعلة في صنع القرار، والعدالة في توزيع الموارد، والاعتراف القانوني والثقافي الكامل بجميع المكونات كأعمدة متساوية في البنيان الوطني.
يهدف هذا القسم إلى تقديم هندسة اجتماعية عكسية لسياسات الإقصاء، مقدماً إطاراً نظرياً وتطبيقياً يعزز المناعة المجتمعية ضد خطابات الكراهية، ويحول التعددية من مصدر للقلق إلى محرك للابتكار الاقتصادي والثقافي، مما يعيد تعريف العقد الاجتماعي العراقي وفق أسس المواطنة الحديثة التي تضمن كرامة الفرد وحقوق الجماعة في آن واحد.
تشخيص الوضع الآن
قبل انطلاقنا
ما الذي نحن بصدد مواجهته؟
يعيش العراق اليوم مرحلة مفصلية تتسم بجدلية معقدة بين مؤشرات التعافي التنموي واستمرار الهشاشة في البنية الاجتماعية، حيث أشار تقرير التنمية البشرية الوطني لعام 2025 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) إلى دخول العراق لأول مرة في فئة الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة بمؤشر 0.712، مما يعكس تحسناً في المؤشرات الكلية، إلا أن هذا التحسن لم ينعكس بالضرورة تماسكاً اجتماعياً موازياً، إذ لا تزال أزمة الثقة بين المكونات، وبين المواطن والدولة، تشكل العائق الأكبر أمام الاستقرار المستدام.
تشير البيانات الميدانية لعام 2024 إلى أن الأقليات العراقية، ورغم انحسار التهديدات الوجودية المباشرة التي مثلها تنظيم داعش، لا تزال تواجه تحديات بنيوية تتمثل في التغيير الديموغرافي الصامت، وضعف التمثيل السياسي الحقيقي، وضغوط الهجرة التي تهدد بإفراغ العراق من تنوعه التاريخي.
إن قراءة المشهد تتطلب تفكيكاً دقيقاً لواقع كل مكون، مع استحضار النماذج المضيئة التي قدمها كل طيف لبناء الدولة العراقية، تأكيداً على أن هذا النسيج لا يكتمل إلا بكل خيوطه:
في قلب هذا النسيج، يقف المكون الشيعي كأكبر طيف عرقي - ديني، يمثل نحو 55% من السكان المسلمين الذين يشكلون 97% من الإجمالي وفقاً لإحصاءات 2010 المحدثة في تقرير وزارة التخطيط لعام 2025، مركزاً في الجنوب والوسط مع حضور قوي في بغداد.
يواجه هذا المكون، رغم سيطرته السياسية النسبية بعد 2003، تحديات داخلية عميقة تشمل انقسامات حزبية حادة كما في الانتخابات البرلمانية لعام 2025، ومع ذلك، برزت قامات شامخة تجسد الإرث الشيعي في بناء ثقافته، دور الشاعرة نازك الملائكة، التي مزجت التراث الشيعي بالحداثة الأدبية، محملة الشعر العراقي إلى العالمية كرمز للصمود الثقافي.
أما المكون السني، الذي يشكل نحو 40% من السكان المسلمين أو 37% من الإجمالي (24% عرب، 15% أكراد، 1% تركمان) حسب تقرير وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2025، فيعاني من تهميش تراكمي يتجلى في بعض المناطق التي حصلت على النصيب الأكبر من التغيير الديموغرافي التعسفي.
هذه التحديات تهدد بتعميق الشعور بالاغتراب، لكن السنة قدموا نماذج إشراقية لبناء العراق، مثل الروائي فؤاد التكرلي، الذي وثق في رواياته مثل (الربع الخالي) معاناة السنة تحت الديكتاتورية، موصلاً صوت المهمشين إلى الأدب العالمي.
وفي الشمال، يمثل الكورد، الذين يشكلون حوالي 14% من السكان أو 6.37 مليون نسمة في إقليم كردستان وفقاً للإحصاء الرسمي لعام 2024 المحدث في 2025، نموذجاً للاستقلالية النسبية داخل الاتحادية، إلا أنهم يواجهون نزاعات حادة مع بغداد حول الميزانية (12.67% مقابل 14% المطلوب)، وتأخير تشكيل الحكومة بعد انتخابات 2024 بسبب انقسامات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، إضافة إلى بطالة الشباب تصل إلى 25%.
ورغم ذلك، ساهم الكورد في صياغة العراق الحديث، كما في شخص مسعود بارزاني، زعيم الاستقلالية الذي قاد مقاومة داعش في كوباني وأربيل، محولاً الإقليم إلى ملاذ للتنوع، وجلال الطالباني، الرئيس الأسبق الذي ربط بين بغداد وأربيل بسياسته التوفيقية، مؤسساً الاتحاد الوطني كجسر للحوار. وتضيء الشاعرة عبد الله غوران، التي أحيت الشعر الكردي بالحداثة، كرمز ثقافي يجسد الصمود أمام الاضطهادات التاريخية.
ثم المسيحيين (الكلدان، الآشوريين، السريان، والأرمن)، بناة العراق الحديث وسكانه الأصليين الذين تعود جذورهم إلى بابل وآشور. يواجه هذا المكون نزيفاً ديموغرافياً حاداً، حيث انخفضت أعدادهم من قرابة 1.5 مليون قبل 2003 إلى أقل من 150,000 نسمة وفق تقديرات 2024، مما يهدد بفقدان شريحة نخبوية ساهمت في تأسيس النظم التعليمية والصحية. ومن بين القامات الشامخة في هذا المكون، تبرز بياتريس أوهانيسيان (Beatrice Ohanessian)، عازفة البيانو والمؤلفة الموسيقية الأرمنية العراقية الفذة، التي لم تكتفِ بتأسيس قسم البيانو في معهد الفنون الجميلة، بل حملت الموسيقى العراقية إلى العالمية، مجسدة التسامي بالفن فوق جراحات الحروب والتهجير. كما لا يمكن إغفال الدور التأسيسي للأثاري هرمز رسام، الذي كشف للعالم كنوز نينوى وبابل، رابطاً العراق الحديث بجذوره القديمة.


أما الصابئة المندائيون، سكان الأهوار والأنهار الأوائل وحملة أقدم الديانات التوحيدية، فيعانون من خطر الاندثار الفعلي نتيجة تجفيف بيئتهم الطبيعية والتمييز الديني، مما دفع غالبيتهم للهجرة. ورغم قلة عددهم، قدموا للعراق قامة علمية لا تضاهى ممثلة في الدكتور عبد الجبار عبد الله، عالم الفيزياء والأنواء الجوية العالمي وتلميذ أينشتاين، الذي شغل منصب أول رئيس لجامعة بغداد في العهد الجمهوري (1959-1963)، واضعاً الأسس الرصينة للبحث العلمي في العراق، ليثبت أن الكفاءة العقلية لا تعرف طائفة.


وعن الإيزيديين، حراس الذاكرة الدينية القديمة في سنجار، فإن جراح الإبادة الجماعية في 2014 لم تندمل بعد، في ظل تعثر ملفات العودة والإعمار. ورغم الألم، قدم هذا المكون للعالم نادية مراد، التي حولت مأساتها الشخصية إلى قضية عدالة كونية نالت عليها جائزة نوبل، فيما يظل التاريخ يذكر الأمير تحسين بك كرمز للقيادة التقليدية التي حافظت على تماسك الطائفة في أحلك الظروف.


وفي سهل نينوى، يقف الشبك كنموذج للتعقيد الإثني والديني (مزيج من الشيعة والسنة ذوي الجذور المتداخلة)، حيث عانوا طويلاً من سياسات التعريب القسري ثم ضغوط التجاذب بين بغداد وأربيل، إضافة إلى استهدافهم الوحشي من قبل داعش. ومن رحم هذه المعاناة، برز الروائي العراقي - الألماني عباس خضر (Abbas Khadir)، الذي تحولت تجربته في السجون والمنافي إلى أدب عالمي حاز على أرفع الجوائز الأوروبية كجائزة أدلبرت فون شاميسو، موصلاً صوت المهمشين العراقيين إلى العالم. كما يذكر السياسي الدكتور حنين القدو الذي كرس حياته للدفاع عن هوية الشبك المستقلة وحقوقهم الثقافية في المحافل البرلمانية.


أما التركمان، فيمثلون جسراً ثقافياً يربط العراق بعمقه الآسيوي والتركي، وقد عانوا من سياسات التهميش ومحاولات الصهر القومي. يفتخر التركمان والعراق عموماً بالشاعر العظيم فضولي البغدادي، الذي رغم مرور قرون على وفاته، لا تزال قصائده المكتوبة بالعربية والتركية والفارسية تشكل وجداناً مشتركاً، ويعد ضريحه في كربلاء شاهداً على تجذرهم، وفي العصر الحديث يبرز المؤرخ عطا ترزي باشي الذي وثق التراث التركماني بمهنية عالية.


بالحديث عن المكونات التي تتسم بالسرية والباطنية حفاظاً على وجودها، نجد الكاكائية (اليارسانية)، الذين ينتشرون في كركوك وديالى ونينوى. يتميزون بطقوسهم الخاصة وشواربهم الكثيفة، وقد تعرضوا لحملات تشويه وتهجير، ومحاولات لطمس هويتهم الدينية المستقلة. ومن أبرز رموزهم المفكر والأديب فلك الدين الكاكائي، الذي شغل منصب وزير الثقافة في إقليم كردستان، وكان جسراً ثقافياً وفكرياً بين الكرد والعرب، داعياً للتسامح والتصوف الفلسفي الذي يتجاوز ضيق التعصب.
وعودة إلى الجذور، نستذكر يهود العراق، المكون الذي تم اقتلاعه قسراً في منتصف القرن العشرين، لكن بصماته في الموسيقى (الجالغي البغدادي) والإدارة لا تزال حية. ويقف ساسون حسقيل، أول وزير مالية في العراق الملكي، كأيقونة وطنية خالدة، إذ يعود له الفضل في وضع الأسس الرصينة للنظام المالي العراقي، وإصراره التاريخي على استلام عوائد النفط بالذهب بدلاً من العملات الورقية، مما أنقذ اقتصاد العراق الناشئ حينها، ليثبت أن الولاء للوطن لا يرتبط بدين.


ولا يكتمل الحديث عن النسيج العراقي دون ذكر البهائيين، الأقلية التي تواجه حظراً قانونياً صارماً (القانون 105 لسنة 1970) يحرمهم من الوجود الرسمي، رغم أن بغداد تحتضن تاريخهم المقدس. ومن رجالاتهم الذين خدموا العراق بإخلاص داود تويق، الذي كان نموذجاً للتاجر والوجيه الاجتماعي الذي ساهم في الحياة الاقتصادية وتوثيق تاريخ الطائفة قبل أن تضطره الظروف للمنفى.
آلية منتدى خبراء المشاريع
لدعم النسيج المجتمعي
يتمحور دور منتدى خبراء المشاريع في هذا السياق كبيت خبرة استراتيجي مستقل، يعمل كحلقة وصل ديناميكية بين البحث الأكاديمي النظري والتطبيق الميداني. لا يمارس المنتدى دوراً حكومياً تنفيذياً، بل يختص بالهيكلة والربط، حيث يضمن المنتدى أن تظل هذه المبادرات مواكبة لأحدث الابتكارات العالمية في مجال تكنولوجيا السلام ، مقدماً للحكومة والمؤسسات الدولية شريكاً فنياً موثوقاً قادراً على تحويل نوايا التعايش الطيبة إلى آليات عمل مؤسسية مستدامة تعزز مفاصل الدولة وترفع من رفاهية المواطن العراقي.
ما الذي يمكن تحقيقه؟
منظومة الحلول والمقترحات المبتكرة
برنامج ميتافيرس الحضارة
الأفاتار العراقي المتداخل
استجابة للواقع الرقمي الجديد حيث يقضي الشباب العراقي معظم وقتهم في الفضاءات الافتراضية، يطرح هذا البرنامج منهجاً تعليمياً وتفاعلياً ثورياً يعتمد على تقنيات الواقع الافتراضي (VR) واللعب التربوي (Gamification). يهدف البرنامج إلى غمر الطلاب في بيئات تاريخية افتراضية تفرض عليهم تقمص شخصيات من مكونات أخرى، فيعيش الطالب من جنوب العراق تجربة النزوح الإيزيدي، ويتقمص الطالب من الغرب دور عالم مندائي يحمي مخطوطاته من الفيضان.
يستند هذا التصميم إلى أبحاث علم النفس الاجتماعي التي تؤكد أن التقمص الافتراضي يرفع مستويات التعاطف الإنساني بنسبة تصل إلى 75%. يتجاوز البرنامج السرديات التقليدية للتاريخ، بل يدخل في صلب النسيج المجتمعي كنموذج لفهم الهوية العراقية، موضحاً كيف أن الحضارة لم تكن نتاج مكون واحد، بل حصيلة تداخل جيني وثقافي عميق، مما يفكك عزلة المكونات في عقول النشء الجديد.
مجلس أعيان النسيج المجتمعي
حاضنة التشريع التوافقي
نقترح تأسيس هيئة عليا تكنو - عشائرية (Techno-Tribal) لا تكتفي بالدور البروتوكولي لمجالس العشائر التقليدية. يتألف المجلس من زعماء العشائر المستنيرين، رجال الدين المعتدلين، ونخبة من الأكاديميين والقانونيين من كافة الأقليات، بما في ذلك غير المعترف بهم دستورياً. يتمثل الدور الحصري لهذا المجلس في العمل كمصفاة تشريعية وحاضنة مقترحات قوانين ترفع مباشرة للبرلمان، معنية حصراً بحماية التعددية ومكافحة التمييز. يستلهم البرنامج نجاح تجارب العدالة التصالحية في دول ما بعد النزاع مثل رواندا وأيرلندا الشمالية، حيث يتم مأسسة الحكمة التقليدية ضمن أطر الدولة الحديثة، لضمان أن تكون التشريعات الوطنية معبرة عن الضمير الجمعي لكافة المكونات، وليست نتاجاً لغلبة الأغلبية السياسية.
عملة السلام
الدينار المجتمعي
مبادرة اقتصادية اجتماعية رائدة تستند إلى نظريات العملات المكملة (Community Currencies) لتعزيز رأس المال الاجتماعي. يتضمن البرنامج إصدار عملة رقمية وطنية غير نقدية، تمنح كنقاط مكافأة للمواطنين والشركات والمؤسسات التي تنخرط في أنشطة عابرة للطوائف والمناطق. يمكن اكتساب هذه العملة من خلال السياحة في مناطق الأقليات، أو الشراكة التجارية بين محافظات مختلفة، أو العمل التطوعي في ترميم دور عبادة لديانات أخرى. يتم استبدال عملة السلام بامتيازات حكومية (تخفيضات ضريبية، أولوية في المعاملات) أو خصومات من القطاع الخاص. يهدف البرنامج إلى تحويل التعايش من قيمة أخلاقية مجردة إلى قيمة اقتصادية ملموسة، محفزاً بذلك التفاعل اليومي بين المكونات وخالقاً شبكة مصالح مترابطة تتجاوز الحواجز النفسية والجغرافية.
برنامج أرشيف الذاكرة الحية
رقمنة ما لا يكتب
مشروع توثيقي ضخم يهدف إلى حماية التراث غير المادي للمكونات العراقية المهددة بالاندثار (اللغة المندائية، التراث الشفهي الشبكي، الطقوس الموسيقية الكاكائية، والأهازيج الأفرو - عراقية). لا يقتصر البرنامج على الأرشفة المتحفية التقليدية، بل يستخدم الذكاء الاصطناعي (AI) لتحليل وإعادة إنتاج هذا التراث في قوالب فنية حديثة وتطبيقات ذكية متاحة للعموم.
يتضمن البرنامج تمويل إنتاج أعمال درامية وسينمائية تظهر شخصيات من هذه المكونات في سياقات إنسانية وطنية طبيعية بعيداً عن التنميط الفلكلوري أو الضحية. يستلهم المشروع نجاح توثيق التراث اليهودي العراقي الذي حفظ الموسيقى العراقية من الضياع، ويسعى لتطبيق ذلك على باقي المكونات لضمان أن تظل ذاكرتهم جزءاً حياً من الهوية الوطنية الجامعة، وليس مجرد فصل منسي في كتب التاريخ.
برنامج حاضنات الابتكار المدمجة
ريادة الأعمال العابرة للهويات
مبادرة تنموية موجهة لمعالجة بطالة الشباب التي تتجاوز 32%، مع تعزيز التماسك الاجتماعي في آن واحد. تقوم فكرة البرنامج على إنشاء حاضنات أعمال تكنولوجية وصناعية في المناطق المختلطة (نينوى، كركوك، بغداد، البصرة)، تقدم تمويلاً تأسيسياً (Seed Funding) ودعماً لوجستياً، بشرط وحيد وحصري، أن يتكون الفريق المؤسس للمشروع من أفراد ينتمون لخلفيات دينية أو قومية مختلفة. يهدف البرنامج إلى خلق طبقة جديدة من رواد الأعمال الشباب الذين يرتبط نجاحهم المالي ومستقبلهم المهني بمدى قدرتهم على الشراكة والتعاون مع الآخر. يعزز هذا النموذج الاعتماد المتبادل ويخلق قصص نجاح مشتركة تكسر الحواجز النفسية، مستلهماً من قصص نجاح فردية لنساء ورجال أعمال تحدوا الظروف، ليحولها إلى سياسة ممنهجة لبناء السلام الاقتصادي.
برنامج دبلوماسية المسار الإبراهيمي
سياحة الحوار الروحي
تطوير وتسويق مسار سياحي عالمي ومحلي يربط المواقع المقدسة والتاريخية لجميع الأديان في العراق (زقورة أور، الكنائس والأديرة في نينوى، مراقد الأئمة، معبد لالش، مقامات الكاكائية). لا يتم التعامل مع هذه المواقع كأماكن عبادة منعزلة، بل كمحطات متصلة لسرد قصة التوحيد والتنوع الروحي في بلاد الرافدين.
يتضمن البرنامج تدريب أدلاء سياحيين محليين من أبناء هذه المناطق ليكونوا سفراء لثقافتهم، وربط المسار بشبكة عالمية لسياحة الحوار بين الأديان. يهدف البرنامج إلى إعادة تقديم العراق للعالم ولشعبه كأرض مقدسة مشتركة تجمع ولا تفرق، مع توفير عوائد اقتصادية للمجتمعات المحلية المهمشة، مما يعزز فخرهم بهويتهم وانتمائهم الوطني.
استراتيجية المكتب للنسيج المجتمعي
مرحلة التأسيس الأولية 2025–2030
تركز هذه المرحلة التأسيسية على وضع الأطر القانونية والمؤسسية اللازمة لإطلاق المبادرات، وبناء جزر نجاح تعيد الثقة في إمكانية التغيير. تبدأ الخطوات العملية بتشكيل مجلس أعيان النسيج المجتمعي وإصدار تشريع خاص يمنحه الصفة الاستشارية الملزمة، بالتوازي مع إطلاق الإطار التنظيمي لعملة السلام بالتعاون مع البنك المركزي.
سيتم خلال هذه الخمسية تنفيذ برنامج ميتافيرس الحضارة تجريبياً في 50 مدرسة وجامعة مختارة لتقييم الأثر وتطوير المحتوى، وإطلاق أول ثلاث حاضنات ابتكار مدمجة في نينوى وكركوك والبصرة. الجهات المعنية بالتنفيذ تشمل تحالفاً استراتيجياً بين وزارة التخطيط، وزارة التربية، البنك المركزي العراقي، ودواوين الأوقاف، بدعم فني من منظمات محلية ودولية. الهدف الاستراتيجي هو وقف التدهور في مؤشرات التماسك الاجتماعي، وتوفير بيانات دقيقة وموثقة حول استجابة المجتمع للمحفزات الجديدة، مع التركيز على إشراك القيادات المجتمعية لضمان القبول الشعبي.
التأسيس البنيوي وإعادة الهيكلة
استراتيجية المكتب للنسيج المجتمعي
مرحلة التعميق الثانية 2030–2035
استناداً إلى مخرجات مرحلة التأسيس، يتم الانتقال إلى تعميم البرامج على المستوى الوطني الشامل لترسيخ ثقافة التعايش بعد بناء هياكله. سيتم دمج عملة السلام بشكل كامل في النظام الضريبي والخدمي للدولة، وتعميم منهج الميتافيرس على كافة المؤسسات التعليمية. ستركز هذه المرحلة على جني الثمار الثقافية والاقتصادية، حيث يتحول مسار الحج الروحي إلى رافد أساسي للاقتصاد غير النفطي، وتبدأ نتاجات أرشيف الذاكرة الحية بالظهور في الأعمال الدرامية والمناهج الثقافية، مما يعيد تشكيل الوعي الجمعي.
الجهات المعنية ستتوسع لتشمل القطاع الخاص كشريك ممول ومستفيد، والمؤسسات الإعلامية الكبرى، والجامعات البحثية لقياس العائد الاجتماعي على الاستثمار (SROI). من المتوقع أن ينعكس نجاح هذه المرحلة في تحسن ملموس في تصنيف العراق ضمن مؤشرات السلام العالمي والاستقرار السياسي، ممهداً الطريق لعقد اجتماعي جديد ومستقر.
رسالة مهنية مفتوحة للخبراء ورواد الأعمال
نؤمن أن كل باحث وخبير وشركة تقدم حلولاً مجتمعية شريك أساسي في نهضة العراق، لذا أطلقنا آلية مطابقة تقنية تربط خبراتكم ومنتجاتكم مباشرة بمشاريع المكتب الاستراتيجية، لتحويل كل فكرة رصينة أو حل تجاري إلى إنجاز وطني ملموس يخدم المجتمع.
ندعوكم بصفتكم باحثين وأكاديميين وشركات ريادية داخل العراق وخارجه للانضمام إلينا والمساهمة في هذا العمل الوطني الجامع.
تواصل لتحويل كلمتك الى مشروع نافع


