السيادة المعرفية: هندسة الجسور بين المختبر والسوق في رؤية العراق 2035
مقترحات تطوير الدولة
حسن السلمان - استشاري تطوير الأعمال
12/24/20251 دقيقة قراءة
السيادة المعرفية: هندسة الجسور بين المختبر والسوق في رؤية العراق 2035
في عصر لم تعد فيه الموارد الطبيعية وحدها ضامنة للازدهار، يبرز الابتكار والبحث العلمي المتقدم (IASR) كقلب نابض لاستراتيجيتنا. نحن لا نسعى لإنتاج المعرفة من أجل الترف الأكاديمي، بل لهندسة واقع جديد يحول العقل العراقي إلى أصل اقتصادي سيادي، يضمن تحول الأفكار الرصينة إلى مشاريع وطنية قادرة على المنافسة عالمياً.
السياق الإشكالي (The Gap)
يعاني العراق مما نسميه مفارقة الابتكار، وفرة في حملة الشهادات مقابل شح في المخرجات التنموية. إنفاقنا على البحث والتطوير لا يتجاوز 0.2% من الناتج المحلي، مما حوّل الجامعات إلى مصانع شهادات معزولة عن احتياجات السوق. الفجوة الأخطر تكمن في وادي الموت، تلك الهاوية التي تبتلع براءات الاختراع والأبحاث قبل وصولها لمرحلة التصنيع، نتيجة غياب الجسور المؤسسية، وضعف حماية الملكية الفكرية، وبيروقراطية المؤسسات التقليدية التي غيبت التوجيه الاستراتيجي للعلم.
يطرح مكتب تطوير المشاريع منظومة متكاملة لردم هذه الفجوة، ترتكز على فلسفة الابتكار الموجه، وتتجسد عبر البرامج التالية:
برنامج قسائم الابتكار (ابتكارك)©
نسعى لكسر الجدار بين الأكاديميا والصناعة عبر قسائم تمويلية تمنح للشركات لطلب حلول تقنية من المختبرات الجامعية. القيمة المضافة هنا هي تحويل المشاكل الصناعية إلى مادة بحثية حية، مما يضمن تدفقاً مالياً ومعرفياً متبادلاً.
برنامج GovLab Iraq©
نؤسس لوحدات ابتكار رشيقة داخل الوزارات، تتبنى منهجية الشركات الناشئة لإعادة تصميم العمليات الحكومية، بهدف تقليص الفساد وتحقيق الحكومة الافتراضية التي تضع المواطن في قلب الخدمة.
مبادرة الحلول المطورة (Mission-Oriented)
نتبنى منهجية المهام الكبرى عبر صياغة تحديات وطنية (كتحلية المياه أو الطاقة النظيفة) وربطها بعقود شراء حكومية مسبقة، مما يحول البحث العلمي إلى قوة حل مركزة لأولويات الأمن القومي.
مراكز بحوث حدود المعرفة (IFRCs)
نصمم ثلاثة مراكز تميز عالمية؛ في البصرة (للمواد البترولية المتقدمة)، والموصل والأنبار (للزراعة المستدامة)، وبابل وذي قار (للتراث الرقمي). هذه المراكز هي قلاعنا المعرفية لإنتاج تكنولوجيا أصلية تنافس في الربع الأعلى عالمياً.
الشبكة الوطنية وزمالات الدكتوراه الصناعية
نربط رأس المال البشري بالبنية التحتية عبر الشبكة الوطنية للأجهزة المشتركة وزمالة دكتوراه بغداد الصناعية. القيمة تكمن في ممارسة البحث داخل الشركات (50/50)، لضمان تخريج باحثين بعقلية إنتاجية، وليس مجرد موظفين بلقب علمي.
مبادرة نواة © (من أطروحة إلى شركة) ومكاتب التسويق
نعيد هيكلة الأطروحات العلمية لتصبح خطط عمل تجارية مدعومة بحاضنات جامعية. كما نحول مكاتب الشؤون العلمية إلى وحدات تسويق معرفة محترفة تحمي الملكية الفكرية وتولد إيرادات ذاتية للجامعات.
منهج مهارات المستقبل
نقترح مادة إلزامية تغطي التفكير التصميمي والذكاء الاصطناعي، لردم الفجوة المهارية وتخريج جيل يمتلك المرونة المعرفية اللازمة لمتطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
إن تبني هذه الحلول سيؤدي إلى ولادة نظام ابتكار وطني مفتوح، تتحول فيه الجامعة العراقية إلى جامعة ريادية لا تكتفي بالتدريس، بل تصنع القيمة. النتيجة النهائية هي عراق يمتلك سيادة بياناتية وابتكارات أصلية تحصن أمنه المائي والغذائي، وتحوله من مستهلك سلبي للتكنولوجيا إلى مصدر للحلول في البيئات الجافة والمواد المتقدمة.
إن بناء عراق 2035 هو مهمة الباحثين والمبتكرين في المقام الأول. ندعو العقول العراقية المهاجرة، والباحثين في الداخل، ورواد التكنولوجيا، للانضمام إلى "منتدى خبراء المشاريع". إننا المنصة التي تضمن أن كلمتكم وأبحاثكم لن تبقى حبيسة الأدراج، بل ستتحول إلى مشاريع واقعية تقود النهضة. راسلوا المكتب الآن لنعبر معاً وادي الموت نحو قمة السيادة المعرفية.
عراق 2035
يقوده الباحثون لا السياسيون
استراتيجية مكتبنا للابتكار والبحث العلمي المتقدم


