عقيدة الاشتباك التنموي: إعادة هندسة السلام والتعاون الدولي في العراق 2035
مقترحات تطوير الدولة
حسن السلمان - استشاري تطوير الأعمال
12/23/20251 دقيقة قراءة
عقيدة الاشتباك التنموي: إعادة هندسة السلام والتعاون الدولي في العراق 2035
يمر العراق اليوم بتحول بنيوي يعيد رسم ملامح دوره العالمي، حيث ننتقل من مرحلة رد الفعل تجاه الأزمات الأمنية إلى مرحلة القيادة الاستباقية. نحن في مكتب تطوير المشاريع نرى في السلام صناعة تتطلب تخطيطاً دقيقاً، وفي التعاون الدولي رافعة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة والسيادة الوطنية الشاملة.
السياق الإشكالي (The Gap)
عانت الدولة العراقية لعقود من اكتفاء المنظومة بـ السلام السلبي، أي غياب العنف المباشر دون معالجة جذوره الهيكلية. كانت الحلول التقليدية تعتمد على الدبلوماسية البروتوكولية المنعزلة عن أهداف التنمية، مما أبقى الاقتصاد رهينة للريع النفطي (85% من الموازنة) وجعل الاستقرار عرضة للتهديدات العابرة للحدود، بدءاً من الحروب بالوكالة وصولاً إلى الأزمات البيئية وندرة المياه. إن غياب الاعتماد المتبادل مع الجوار جعل الحدود مناطق رخوة بدلاً من أن تكون أقطاباً للنمو.
نطرح رؤية متكاملة تحول السلام إلى محرك استثماري والتعاون إلى شبكة أمان اقتصادية، عبر البرامج الاستراتيجية التالية:
من السلام السلبي إلى السلام الإيجابي
نتبنى منهجية بناء المؤسسات القوية القادرة على إدارة التنوع وتوزيع الموارد بعدالة، لضمان استقرار لا يزعزعه غياب السلطة، بل يحميه تماسك المجتمع وقوة القانون.
مشروع طريق التنمية (الممر الجيو-اقتصادي)
نعتبر هذا المشروع (بـ 1200 كم) حجر الزاوية لإعادة هندسة المنطقة. فلسفته تتجاوز النقل لتصل إلى الاعتماد المتبادل، حيث يربط مصالح دول الجوار باستقرار العراق، محولاً الجغرافيا إلى أصل مالي يختصر سلاسل الإمداد العالمية.
برنامج السلام الأزرق
ننتقل في ملف المياه من منطق تقاسم الحصص الصفرية إلى تقاسم المنافع عبر معادلة الماء مقابل الطاقة، مما يحول ندرة المياه من فتيل للصراع إلى جسر للتعاون الإقليمي التقني والمائي.
اقتصاد الحدود والمدن المشتركة
نصمم مناطق تجارة حرة في عرعر وصفوان وطريبيل لتكون مصدات استراتيجية ضد الإرهاب، عبر استبدال الهشاشة الاجتماعية بفرص عمل صناعية تدمج العراق في سلاسل التوريد الدولية.
الدبلوماسية التجارية
نعيد هيكلة الملحقيات التجارية لتتحول إلى وحدات ترويج استثماري ديناميكية، تقاس كفاءتها بحجم التدفقات المالية المستقطبة ونمو الصادرات غير النفطية، مع تعزيزها بـ الدبلوماسية الرقمية لحماية السردية الوطنية.
دبلوماسية التراث والقوة الناعمة
نحول الإرث الحضاري من مجرد تاريخ جامد إلى أصول اقتصادية عبر المعارض الجوالة، مما يرسخ الهوية الوطنية كنموذج للإبداع والعمق التاريخي.
برنامج الضباط المفاوضين (ضباط السلام)
نحدث تحولاً في العقيدة الدفاعية عبر اقتراح استحداث صنف عسكري نخبوي يتميز بالمرونة الدبلوماسية، مدرب على علم النفس التفاوضي لإخماد بؤر التوتر قبل اشتعالها نارياً.
الأمن القومي الوقائي وتحييد الحروب الإدراكية
نقترح دمج المؤسسة الأمنية في مشاريع الإعمار لتعزيز الثقة، بالتوازي مع منصات ذكية تحمي الأمن النفسي للمجتمع من الشائعات المضللة عبر الشفافية المعلوماتية.
إن تضافر هذه الحلول سيفضي إلى تحويل العراق من ساحة لتصادم الإرادات إلى عقدة ربط استراتيجية عالمية. وبحلول عام 2035، نرى عراقاً يساهم فيه الاستثمار الأجنبي والقطاعات غير النفطية بنسبة تصل إلى 30% من الناتج المحلي، مع سيادة وطنية محصنة بشبكة مصالح إقليمية ودولية تجعل من استقرار العراق ضرورة حتمية للأمن الاقتصادي العالمي.
إن الانتقال نحو صناعة المستقبل هو مهمة العقول المبتكرة والنخب الاستراتيجية. ندعو الأكاديميين في العلاقات الدولية، والخبراء الاقتصاديين، والمختصين في الدبلوماسية المائية والرقمية، للانضمام إلى منتدى خبراء المشاريع بمكتبنا. إننا المنصة التي تحول أفكاركم وبحوثكم إلى سياسات سيادية ومشاريع كبرى. راسلوا المكتب الآن لنعمل معاً على هندسة سلامنا الدائم وتعاوننا الدولي المثمر.
نقترح الانتقال من مرحلة
إدارة الازمات الى صناعة المستقبل
استراتيجية مكتبنا للسلام والتعاون الدولي


